وفارقها فراق الجلد ينسلخ عن اللحم، ولم يقل فسلخناه منها لأنه هو الذى تسبب إلى انسلاخه منها باتباع هواه، ومنها قوله سبحانه: {فأتبعه الشيطان} أي لحقه وأدركه كما قال في فرعون: {فأتبعوهم مشرقين}،
وكان محفوظا محروسا بآيات الله، محميّ الجانب بها من الشيطان لا ينال منه
شيئا إلا على غرة وخطفة، فلما انسلخ من آيات الله ظفر به الشيطان ظفر الأسد
بفريسته، فكان من الغاوين العاملين بخلاف علمهم، الذين يعرفون الحق
ويعملون بخلافه، كعلماء السوء، ومنها أنه سبحانه قال: {ولوشئنا لرفعناه بها}:
فأخبر سبحانه أن الرفعة عنده ليست بمجرد العلم، فإن هذا كان من العلماء،
وإنما هي باتباع الحق وإيثاره وقصد مرضاة الله، فإن هذا كان من أعلم أعلم
أهل زمانه، ولم يرفعه الله بعلمه ولم ينفعه به، فنعوذ بالله من علم لاينفع.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|