فصل ـ الإسراء و المعراج و عرض النبي نفسه على القبائل
حادثةالإسراء كغيرها من الحوادث التي تركت أثرها في الإسلام وأمته، ولا ريب أن تلكالحوادث التي جاء ذكرها في الكتاب العزيز هي الأهم والأخطر في حياة البشرية، منهاحادثة الإسراء، حيث جاء تبيينها في الكتاب الخالد في أول سورة الإسراء يقولتعالى:
(*سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصىالذي باركنا حوله
لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ).
إنخلود هذه الآية الكريمة بخلود المعاني الجليلة التي توحي بها، فالقرآن الكريم يفيض حيوية وتدفقاً وعطاءً، لا يخلق على كثرة الرد، ولا يبلى على مرور الأزمان،ولا يمله السامع، ولا تنفد معاني كلماته، فالحادثة حية بحياته، بل لكأن الآية أنزلتلتوها، ولكأن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات رفع قدمه الشريفة عارجاًإلى السموات العلا عند سدرة المنتهى، إن الخطاب الأبدي لم يوجد لينتهي بنهايةالرسول صلى الله عليه وسلم، فهو لن ينتهي إلا بنهاية الحياة، ولذلك فمن الواجب أننغوص في محيطه لنستخرج درره، بل قل: علينا أن نسري إلى تلك البقاع المقدسة ونعيشالحادثة بنفوسنا وكياننا وأرواحنا.
سبحانالله
إنالآية الكريمة تبرز شخوصاً عظيمة في نفس المسلم، شخوصاً يجب الإيمان بها، لكنهإيمان تبعي، هذه الشخوص إنسانية وزمانية ومكانية، فالإنسان: هو العبد أي الرسول صلىالله عليه وسلم، والزمان: الإسراء ليلاً، والمكان: المسجد الحرام والمسجد الأقصى،فالإيمان بها أمر حتمي، فلا ينجو المسلم عند ربه حتى يؤمن برسالة محمد صلى اللهعليه وسلم؛ وحدوث الإسراء ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ولكن كل ذلكتبعي لأعظم منه وهو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، وهو لم يذكر مجرداً بل ذكر بخاصيةالتسبيح الذي يربط الإنسان بربه، هنا يجب أن يستغرق الإنسان في حالة قدسية من تنزيهالله تعالى وتقديسه وتمجيده، فعليه أن يلازم سير الكون نحو خالقه ومبدعه ورازقه فمامن شيء إلا يسبح بحمد ربه، فالطير والسبع والأنعام والأرض والسماوات والأحياءوالأموات والكون وذرات الإنسان وخلاياه في تسبيح دائم لهتعالى:
(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لاتفقهون تسبيحهم ).
لوكان المدخل القرآني للآية والسورة إنسانياً أو زمانياً أو مكانياً لكانت العلاقةبين القارئ المسلم وبين هذه الشخوص علاقة متساوية، علاقة بين مخلوق ومخلوق، ولكنهاهنا علاقة المخلوق بخالقه، ولا بد أن تكون الصلة بينهما هي التسبيح له جل وعلا،وبالتالي فهي صلة دائمة بين الإنسان بتعاقب جنسه وبين خالقه الذي لا يؤثر عليه تغيرالزمان والمكان.
سبحانالله: عبارة دالة على الاستمرار والبقاء، تلفت نظر المؤمن في أي زمان على جدةالحادثة وطراوتها، عندما تقرأ الآية الكريمة بهذا المدخل يهتز كيانك، وكأنك تشاهدرسول الله صلى الله عليه وسلم تخفق به آلاء الله تعالى وهي تحمله إلى ذلك المكانالمبارك، صورة متحركة في الذهن، وجوراح تتعطل عن كل شيء إلا عن تسبيح الله تعالىوالارتباط بهذه الحادثة العظيمة.
*******************
http://203.29.26.6/web/index.php?pag...n=lec&lec=3705
الإسراء والمعراج - الشيخ علي الشبل حفظه الله - [مرئي]
http://www.al-sunna.net/audio/file.php?id=58
أسأل الله - تعالى - أن يسخّرنا لخدمة دينه و يرزقنا الإخلاص في القول و العمل .
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|