= 350) this.width = 350; return false;" src="http://www.dinalhaq.com/vb/imgcache/31188.imgcache.jpg" style="cursor: pointer;" border="0"> حقا هو رحمةالله للناس أجمعين، عربهم وعجمهم، مؤمنهم وكافرهم، بل شملت رحمته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ العجماوات من الطير والحيوان، فكان رحمة لمن على الأرض جميعا، كما قال الله تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }(الأنبياء:107) .. وينطلق الهدي النبوي للرحمة بالحيوان في توازن يجمع بين منفعة الإنسان، وبين الرحمة والرفق، فيأمر برحمة الحيوان وعدم القسوة معه، ولا يتجاهل احتياجات الإنسان الغذائية والمعيشية التي تتطلب الانتفاع به .. ومن ثم فلا يسمح بالعبث بالحيوانات أو إيذائها أو تكليفها ما يشق عليها، ولا يوافق على قول بعض جماعات الرفق بالحيوان المعاصرة التي تدعو إلى منع قتل الحيوانات بالكلية، تذرعاً بالرفق معها وحماية حقوقها ..
ومن الرحمة بالحيوان والطير في هدي النبي ـ صلى اللهعليهوسلم ـ أنه لا يجوز تعذيبها ولا تجويعها، أو تكليفها ما لا تطيق، ولا اتخاذها هدفا يرمى إليه، بل وتحريم لعنها، وهو أمر لم ترق إليه البشرية في أي وقت من الأوقات، ولا حتى في عصرنا الحاضر، الذي كثرت فيه الكتابات عن الرفق بالحيوان .. وقد شدد النبي ـ صلى اللهعليهوسلم ـ المؤاخذة على من تقسو قلوبهم على الحيوان ويستهينون بآلامه، وبين أن الإنسان على عِظم قدره وتكريمه على كثير من الخلق، فإنه يدخل النار في إساءة يرتكبها مع الحيوان، فقد دخلت النار امرأة في هِرَّة، حبستها فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها.. وفي المقابل دخلت الجنة امرأة بغي في كلب سقته، فشكر الله تعالى لها فغفر لها ..
وإن استقراء صور الرحمة بالحيوان في سيرته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ أمر يطول، فقد تعددت مظاهر وصور هذه الرحمة، ومن ذلك :
نهيه ـ صلى اللهعليهوسلم ـ عن اتخاذ شيء فيه الروح غرضا يُتعلم فيه الرمي .. فعن سعيد بن جبير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( مَرَّ عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ بفتيان من قريش قد نصبوا طيرا وهم يرمونه، وقد جعلوا لصاحب الطير كل خاطئة من نبلهم ، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا، فقال ابن عمر : من فعل هذا؟، لعن الله من فعل هذا، إن رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - لعن من اتخذ شيئا فيه الروح غرضا )( مسلم ). وعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : أنه دخل على يحيى بن سعيد وغلام من بني يحيى رابط دجاجة يرميها ، فمشى إليها ابن عمر حتى حلها، ثم أقبل بها وبالغلام معه، فقال : ازجروا غلامكم عن أن يصبر هذا الطير للقتل، فإني سمعت النبي - صلى اللهعليهوسلم - نهى أن تصبر بهيمة أو غيرها للقتل )( البخاري ) . والتصبير : أن يحبس ويرمى .
ومن رحمته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ أنه نهى أن يحول أحد بين حيوان أو طير وبين ولده . فعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : كنا مع رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - في سفر فانطلق لحاجته، فرأينا حُمرَة (طائر صغير) معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحمرة فجعلت تُعَرِّشُ(ترفرف بجناحيها)، فجاء النبي - صلى اللهعليهوسلم ـ فقال : ( من فجع هذه بولدها؟، ردوا ولدها إليها )( أبو داود ).
ومن صور رحمته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ بالحيوان نهيه عن المُثْلة بالحيوان، وهو قطع قطعة من أطرافه وهو حي، ولعَن من فعل ذلك .. فعن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : ( أن النبي - صلى اللهعليهوسلم - لعن من مَثَّل بالحيوان )( البخاري ). وعن جابر - رضي الله عنه - : ( أن النبي - صلى اللهعليهوسلم - مر عليه حمار قد وُسِمَ(كوي) في وجهه، فقال : لعن الله الذي وسمه )( مسلم ) .
ومن صور رحمته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ بالحيوان ـ، أن بين لنا أن الإحسان إلى البهيمة من موجبات المغفرة .. فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى اللهعليهوسلم - قال : ( بينا رجل بطريق اشتد عليه العطش، فوجد بئرا، فنزل فيها فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى(التراب) من العطش، فقال الرجل : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني، فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى الكلب، فشكر الله له فغفر له .. قالوا : يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرا ؟، فقال : في كل ذات كبد رطبة أجر )( البخاري ). وأعجب من ذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - : ( بينما كلب يطيف بركية (بئر)، قد كاد يقتله العطش، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل، فنزعت موقها(خُفَّها)، فاستقت له به، فسقته إياه، فغفر لها به )( البخاري ) .
وفي المقابل أوضح لنا النبي - صلى اللهعليهوسلم - أن الإساءة إلى البهائم ربما أودت بالعبد إلى النار، فقال ـ صلى اللهعليهوسلم ـ : ( دخلت امرأة النار في هِرَّة(قطة)، ربطتها، فلا هي أطعمتها، ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت هزلا )( مسلم ) .
وأمر ـ صلى اللهعليهوسلم ـ بمعاملة الحيوان بالرفق، فقد استصعب جمل على أصحابه، فأعاده النبي - صلى اللهعليهوسلم - إلى حاله الأولى بالرفق واللين .. فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه – قال : ( كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون(يسقون عليه)، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره،وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - فقالوا : إنه كان لنا جمل نسني عليه وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل فقال - صلى اللهعليهوسلم - لأصحابه : قوموا، فقاموا ، فدخل الحائط (البستان)، والجمل في ناحيته، فمشى النبي - صلى اللهعليهوسلم ـ نحوه ، فقالت الأنصار : يا رسول الله، قد صار مثل الكلب، نخاف عليك صولته، قال : ليس عليَّ منه بأس، فلما نظر الجمل إلى رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه، فأخذ رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - بناصيته أذل ما كانت قط حتى أدخله في العمل، فقال له أصحابه : يا رسول الله هذا بهيمة لا يعقل يسجد لك، ونحن نعقل ، فنحن أحق أن نسجد لك؟ قال : لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها )( أحمد ) . ودخل النبي ـ صلّى اللهعليهوسلم ـ بستاناً لرجل من الأنصار ، فإذا فيه جَمَل ، فلما رأى الجملُ النبيَّ ـ صلى اللهعليهوسلم ـ ذرفت عيناه ، فأتاه رسول الله ـ صلى اللهعليهوسلم ـ فمسح عليه حتى سكن، فقال : ( لمن هذا الجمل؟، فجاء فتى من الأنصار فقال : لي يا رسول الله ، فقال له: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها، فإنه شكا لي أنك تجيعه )( أبو داوود ) .وتُدْئبُهُ (تتعبه)
ومن صور رحمته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ أنه أمر بالإحسان إلى البهيمة حال ذبحها ، وأثنى على من فعل ذلك، بل ونهى أن تحد آلة الذبح أمامها .. فعن شداد بن أوس - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى اللهعليهوسلم - قال : ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته )( مسلم ) . وعن معاوية بن قرة عن أبيه - رضي الله عنه - أن رجلا قال : ( يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها، فقال : والشاة إن رحمتها رحمك الله )( أحمد ). وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن رجلا أضجع شاة وهو يحد شفرته، فقال له النبي - صلى اللهعليهوسلم - : ( أتريد أن تميتها موتات، هلا أحددت شفرتك قبل أن تضجعها )(الحاكم) .. وعن أبي أمامة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله ـ صلى اللهعليهوسلم ـ : ( من رحم ولو ذبيحة عصفور، رحمه الله يوم القيامة )( الطبراني )..
ومن عجيب صور الرحمة بالحيوان في هدي النبي ـ صلى اللهعليهوسلم ـ هو تحريم لعنه إياه، فعن أبي برزة ـ رضي الله عنه ـ قال : كانت راحلة أو ناقة أو بعير عليها بعض متاع القوم وعليها جارية، فأخذوا بين جبلين فتضايق بهم الطريق، فأبصرت رسول الله ـ صلى اللهعليهوسلم ـ، فقالت : حَلْ، حَلْ، اللهم العنها .. فقال النبي ـ صلى اللهعليهوسلم ـ : ( من صاحب هذه الجارية؟، لا تصحبنا راحلة أو ناقة أو بعير عليها من لعنة الله تبارك وتعالى )( أحمد )..
وهكذا كانت حياته ـ صلى اللهعليهوسلم ـ كلها رحمة، شملت الصغير والكبير، والمؤمن والكافر، بل حتى البهائم التي لا تعقل، وهو القائل ـ صلى اللهعليهوسلم ـ : ( الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك و تعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء )( أبو داود ) ..
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرين ليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهمات متتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوع مناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدب الحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلا تتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دين عليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلا تناقشا المشكله على العام بل على الخاص ان احترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقة تضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار في موقعنا إدارة منتديات برامج بلا حدود