الإسلام طريقة كاملة للحياة : إن نفس الصفة العملية لتعاليم النبي محمد هي التي ولَّدت الروح العملية وجعلت أيضا الأعمال اليومية وما يسمى بالأمور الدنيوية مقدسة . إن القرآن يقول إن الله خلق الإنسان ليعبده . ([1]) ولكن كلمة " العبادة " هنا لها دلالة خاصة . فعبادة الله لا تقتصر على الصلاة وحدها ولكن كل عمل يرضي الله يُعمَل بهدف الفوز وهو في مصلحة البشر يدخل في نطاق هذه الكلمة . إن الإسلام يقدس الحياة وكل سعي وكفاح في الحياة ، طالما أن هذا الكفاح وذلك السعي عُمِلَ بأمانة وصدق وعدل ونوايا مخلصة . والإسلام يلغي الفصل أو التمييز القديم بين ما هو ديني وما هو دنيوي . فالقرآن يقول إنك إذا أكلت الأشياء الطيبة وشكرت الله عليها ، فإن هذا يعد عملا من أعمال العبادة . وهناك مقولة لنبي الإسلام بأن اللقمة التي يضعها المرء في فم زوجته هي من أعمال البر التي يثيبه الله عليها . وهناك حديثا نبويا آخر معناه : " إن الذي يقضي شهوته يؤجره الله عليها طالما أتاها من طريق حلال " . فتعجب أحد المستمعين إليه قائلا : " يا نبي الله إنما هو يستجيب لشهواته " . فأجابه النبي بما معناه " أرأيت إن أتاها عن طريق حرام أما كان عليه وزر ؟ فكذلك إن أتاها من طريق حلال كان له فيها أجر " . التعاليم السامقة : إن هذا الفهم الجديد للدين على أنه يجب أن يهتم بتحسين هذه الحياة أكثر من انحصار اهتمامه بالأمور فوق الدنيوية أو العلوية( supermundane )، أدى إلى توجه جديد للقيم الأخلاقية . إن التأثير الثابت على العلاقات المشتركة للبشر في أمور الحياة اليومية وسلطته الشديدة على الجماهير وتنظيمه لفهمهم للحقوق والواجبات وصلاحيته وموافقته للإنسان البدائي الجاهل وللفيلسوف الحكيم على حد سواء ، هي معالم مميزة لتعاليم نبي الإسلام . الإسلام الصحيح والعمل الصالح هما الأساس : يجب الأخذ في الاعتبار بعناية بالغة أن هذا التأكيد والتركيز على الأعمال الصالحة في الإسلام ليس على حساب صحة الإيمان . وبينما تعظم إحدى المذاهب الفكرية الكثيرة الإيمان على حساب العمل ([2]) وتحض الأخرى على الأعمال المختلفة بما يضر بالإيمان الصحيح ([3]) ، نجد الإسلام مبني على صحة الإيمان والأعمال . فالوسيلة في الإسلام تستوي مع الغاية في أهميتها والغاية تماثل الوسيلة في خطورتها . إنهما يعتبران وحدة عضوية . وهما يعيشان ويزدهران معا . وكلاهما يضمحلان وينتهيان حين نفصلهما عن بعضهما البعض . إننا في الإسلام لا يمكننا أن نفصل الإيمان عن العمل . فالعلم الصحيح يجب أن يترجم إلى عمل صحيح حتى تأتي النتائج الصحيحة المرجوة . " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً " ([4]) وكم وردت مثل هذه الكلمات في القرآن ؟ ليس أقل من خمسين مرة . ترددت مثل هذه الكلمات في القرآن مرارا وتكرارا . إن التفكر أو التدبر أمر مطلوب في الإسلام ولكن مجرد التفكر أو التدبر ليس هو الهدف . إن الذين آمنوا ولم يعملوا شيئا لا يمكن أن يكون لهم وجود في الإسلام . أما الذين آمنوا ثم عملوا السيئات فقد وقعوا في تناقض شديد . إن الشرع الإلهي هو شرع يستلزم المجاهدة وليس شرعا ذهنيا أو نظريا . ( Divine law is the law of effort and not of ideals ) إنه يهدي الناس إلى طريق الارتقاء السرمدي من العلم إلى العمل ومن العمل إلى الرضى . الله لم يكن كفوا أحد ([5]) : ولكن ما هو الإيمان الصحيح الذي ينشأ عنه العمل الصالح تلقائيا ويسفر عنهما الرضى الكامل ؟ إن العقيدة الرئيسية والتعليم الرئيسي في الإسلام هي وحدانية الله . إن شهادة أن : لا إله إلا الله ([6]) ، هي الأساس الذي يتوقف عليها جميع تعاليم الإسلام وممارساته . إن الله فرد ([7]) ليس كمثله شيء ، ليس فقط فيما يختص بذاته الإلهية ولكن أيضا فيما يختص بصفاته الإلهية . وفيما يتعلق بصفات الله فإن الإسلام يتخذ مسلكا وسطا قيما ([8]) كما هو شأنه في الأمور الأخرى أيضا . فالإسلام يبطل من جهة الفكرة التي تسلب أو تجرد الذات الإلهية من كل صفة ويرفض من جهة أخرى الفكرة التي تشبهه بالأشياء المادية . والقرآن يصرح من جهة أنه " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ " ([9]) ومن جهة أخرى يؤكد أنه سميع بصير عليم . إنه الملك المنزه عن العيب والخطأ والنقص . وملكوته الذي هو مظهر من مظاهر قوته ، يقوم على القسطاس والعدل . وهـو الرحمن الرحيم . وهو على كل شيء حفيظ . والإسلام لا يقف عند هذا الحد بهذا التقرير الإثباتي ، بل إنه يمضي – وهذه هي أكثر مميزاته الخاصة – فيضيف جانب النفي للمسألة . فلا يوجد أحد غير الله حفيظ على كل شيء . وهو الجبار . وهو يجبر ([10]) كل كسر ولا يوجد أحد غير الله يجبر كل كسر . وهو الذي يخلف على خلقه مهما كان مقدار الخسارة . فلا إله إلا الله المنزه عن الحاجة ، خالق الأجساد وبارئ النَّسَم ([11]) ، مالك يوم الدين . والقرآن يوجز هذا المعنى بقوله : " قُلِ ادْعُـوا اللَّهَ أَوِ ادْعُـوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى " ( الإسراء : 110 ) . مكانة البشر بين الخلق : يقول القرآن عن مكانة الإنسان بالنسبة للكون : " اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " ( الجاثـية : 12 ، 13 ) أما عن مكانة الإنسان بالنسبة لله فيقول القرآن : " تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ، الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ ([12]) وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ " ([13]) ( الملك : 1 ، 2 ) فعلى الرغم مما يتمتع به الإنسان إلى حد ما من حرية الإرادة فإن كل امرئ يولد في ظروف خاصة ويظل يعيش في ظل ظروف خاصة خارجة عن سيطرته ، ووفقا للإسلام فإن الله يقول في هذا الصدد ، إنها إرادتي أن أخلق كل إنسان في ظل الظروف التي أرى أنها الأفضل له . والبشر القاصرون المحدودي العقل والعمر لا يستطيعون فهم السنن الكونية أو التدبير الإلهي فهما كاملا . ولكني بكل تأكيد سأبلوكم بالغنى والفقر وبالصحة والمرض وبالرفع والخفض . وطريقتي في الابتلاء تختلف من إنسان لإنسان ومن ساعة لأخرى . ولكن لا تيأسوا عند الفقر . ولا تلجأوا إلى الوسائل المحرمة . ([14]) فما هذه الحياة إلا مرحلة زائلة لا محالة . ولا تنسوا الله في الغنى ، فما أعطاك الله إنما هو على سبيل الأمانة أو الوديعة ([15]) . وأنت دائما أبدا في اختبار وفي كل لحظة في امتحان . وفي هذه الحياة الدنيا " ليس لهم أن يعقلوا العلل والأسباب وإنما عليهم أن يعملوا ثم يموتوا " . فإذا عشت فعش في توافق مع الله وإذا مت فمت على منهج الله أو في سبيل الله . ولتسمي هذا التصور بالجبرية ([16]) ( Fatalism ). ولكن هذا النوع من الجبرية هو حالة من الجهد الشديد المتزايد الذي يجعلك دائما يقظا حذرا . ولا تعتبر هذه الحياة الدنيا الزائلة منتهى الوجود البشري . فهناك حياة بعد الموت وهي حياة خالدة . إن الحياة بعد الموت هي مجرد وصلة ربط أو باب يفتح على الحقيقة الغائبة للحياة . ([17]) وكل عمل في الحياة الدنيا مهما كان ضئيلا يحدث أثرا باقيا ([18]) ، ويتم تسجيله بدقة بطريقة ما . ([19]) الدنيا إعداد للآخرة : إن بعض طرق الله معروفة لك ولكن كثيرا منها يخفى عليك . وسوف ينكشف ويتضح أمامك في الآخرة ما كان مستورا منك ومخفيا داخلك في هذه الحياة الدنيا . وسوف يسعد المحسنون بأنعم الله مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر . وسوف يتقدمون وسوف يرتقون فيبلغون الدرجات العلا من الجنة . وأولئك الذين أضاعوا الفرصة في هذه الحياة الدنيا سوف يخضعون للسنة الحتمية بأن يذوقوا وبال ما كسبوا ويخضعون لفترة تطهير من الذنوب التي عملتها أيديهم . والحذر كل الحذر فإن الحساب عسير . إنه يمكنك أن تتحمل الألم الجسدي إلى حد ما . ولكن العذاب الروحي هو جهنم ([20]) ولن تستطيع تحمله . ولتجاهدن في هذه الحياة الدنيا نزعات النفس الأمارة بالسوء ([21]) التي تغويك وتغريك على ارتكاب الظلم . ولتصلن إلى المرحلة التالية حينما تستيقظ في ضميرك النفس اللوامة ([22]) وترغب النفس في بلوغ الامتياز الأخلاقي وتثور ضد التمرد والعصيان . وهذا سيصل بك إلى المرحلة الأخيرة مرحلة النفس المطمئنة ([23]) الراضية بالله والتي تجد السعادة والفرح بالله وحده . فلا تزل النفس بعد هذا . فتولى مرحلة الكدح . وينتصر الحق ويزهق الباطل . وتنحل حينئذ جميع العقد . ولن يكون بيتك منقسما على نفسه . وستتوحد وتتحد شخصيتك حول جوهر التسليم الرئيسي لإرادة الله وتسلم تسليما كاملا لغاية الله البصيرة ( divine purpose ). وستنطلق حينئذ في سلام ، وسيخاطبك الله ([24]) عندئذ قائلا : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ، ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً ، فَادْخُلِي فِي عِبَادِي ، وَادْخُلِي جَنَّتِي ) ( الفجر : 27 – 30 ) مصير الإنسان : هذه هي الغاية النهائية للإنسان . أن يصبح من ناحية سيدا للكون ، وأن يدرك من ناحية أخرى أن نفسه ستطمئن بالإيمان بربها ليس فقط برضى ربه عنه ولكن برضاه عن ربه أيضا ، وسينتج عن ذلك ؛ الإطمئنان كل الإطمئنان والرضا كل الرضا والسلام كل السلام . ويصير حب الله في هذه المرحلة بمثابة زاده فينهل من أعماق ينبوع الحياة . فلا الحزن ولا العجز يغلبه ولا النجاح يجعله فرحا فخورا . وقد كتب توماس كارلايل منبهرا بهذه النظرة الحكيمة عن الحياة في كتابه " الأبطال وعبادة الأبطال " يقول : " ثم إن الإسلام أيضا يعني أنه ينبغي أن نسلم ونخضع لله ، وأن قوتنا الكاملة وعافيتنا إنما تكمن في الطاعة المذعنة لله . ومهما فعل بنا ، ومهما أنزله بنا أو بعثه علينا من شيء ، وإن كان الموت أو ما هو أسوأ من الموت ، فهو الشيء الطيب والأفضل لنا ، ونحن نسلم أمرنا لله " . ويمضي توماس كارلايل يقول " إن جوته ([25]) يقول : " إذا كان هذا هو الإسلام ، ألسنا جميعا نحيا بالإسلام ؟ " . إن توماس كارلايل يجيب بنفسه عن هذا السؤال الذي طرحه جوته بقوله : " بلى ، نحن جميعا نحيا كذلك ، كل من يحيا منا حياة أخلاقية . وهذه أيضا أسمى حكمة أنزلها الله إلى أرضنا " . ويمضي توماس كارلايل قائلا : " إن رسالة هذا الرجل ( محمد صلى الله عليه وسلم ) إنما هي صوت نابع من الفطرة . إن الناس يصغون وينبغي أن يصغوا إلى هذه الفطرة كما لم يصغوا إلى شيء آخر . فكل شيء آخر بالمقارنة لها إنما هو لغو .. " .
([2]) هذه هي مسيحية بولس كما شرحها في رسائله التي بلغت أربع عشرة رسالة أو سفرا من بين سبع وعشرين سفرا هي مجموع أسفار كتاب المسيحيين المقدس المعروف بالعهد الجديد . واشتهر بولس بلقب الرسول وهو اللقب الذي يطلقه المسيحيون أيضا على تلاميذ المسيح الإثني عشر الذين ينسب إليه اختيارهم . وبولس هذا ليس من تلاميذ المسيح بل ولم يشاهده ولم يتلق منه حرفا واحدا من الإنجيل بل كان مضطهدا لأتباعه . وهو الذي تزخر رسائله بما يخلف تعاليم المسيح عليه السلام والنبيين من قبله وهو الذي نقض الوصايا والناموس أو الشريعة وأحل أتباع المسيح من التكاليف والأعمال وقال أن الإنسان لا يتبرر بالأعمال أو بحفظ الناموس ولكن بالإيمان : بيسوع ابن الله الوحيد المصلوب . وقال إنه لم يزمع أن يعرف شيئا إلا المسيح وإياه مطلوبا . وهو الذي ادعى افتراء وكذبا رؤية المسيح بعد رفعه وأنه اختاره وأرسله إلى الأمميين . وأن الله أفرزه ( أي اختاره ) وهو لم يزل جنينا في بطن أمه ؟! كما تزخر رسائل بولس بالعقائد والتعاليم الوثنية وبالنفاق والاضطراب والتذبذب . وقد وصفه أحد تلاميذ المسيح عليه السلام في إحدى أسفار العهد الجديد بالهذيان وبأن قراءاته الكثيرة في كتب الفلاسفة وأساطير الأولين قد أفسدت عقله . إن ملايين المسيحيين يقدسون بولس ويقدمونه حتى على المسيح نفسه ، سيد بولس ومولاه وربه في زعمه . وقد حذر المسيح من أنبياء كذبة ورسل كذبة وقال : " فمن نقض إحدى هذه الوصايا الصغرى وعلم الناس هكذا يدعى " أصغر " في ملكوت السموات " ( متى 5 : 18 ) . وهذا هو عين ما فعله بولس فهو الأولى بذلك اللقب كما قال سيده . فلا شك أن بولس هو " الأصغر " في ملكوت الله وهو " الرسول الكذاب " وهو " ضد المسيح " . ولا شك أن بولس هو مبدل دين المسيح وليس أعظم من بشر به كما يعتقد أكثر المسيحيون المضللون . راجع تعليقنا على كتاب " الخمر بين المسيحية والإسلام " تأليف أحمد ديدات والمركز العالمي للدعوة الإسلامية بجمهورية جنوب إفريقية ( ص 12 – 14 ) بالهامش وقد قمت بترجمته والتعليق عليه وصدر عن دار المختار الإسلامي ضمن سلسلة " مكتبة ديدات " . وانظر كتاب " حقيقة التبشير بين الماضي والحاضر " للأستاذ اللواء المهندس أحمد عبد الوهاب . نشر مكتبة وهبة بالقاهرة . ( المترجم )
([3]) كما هو حال اليهود الذين يبالغون في التقيد الشديد بالأشكال الخارجية في الدين وبالطقوس الدينية وميلهم إلى الإتباع الحرفي للشريعة مع تجاهلهم لقصدها ومعناها الحقيقي وتنافيها مع الإيمان الصحيح . راجع ص 188 من كتاب " المسيح في الإسلام " تأليف أحمد ديدات . وقد قمت بترجمته والتعليق عليه وصدر عن دار المختار الإسلامي ضمن سلسلة ( مكتبة ديدات ) ( المترجم )
([6]) إن الأساس الأول الذي بني عليه الإسلام هو " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله " . كما جاء في الحديث المشهور " بني الإسلام على خمس ... إلخ " . ( المترجم )
([11]) ( النسم ) : ( جمع واحدة ( النسمة ) : ( وهي ) كل كائن حي فيه روح . ( المعجم الوسيط )
([12]) " خلق الموت والحياة " : إن الموت في هذا الموضع مقدم على الحياة . كما أنه مخلوق . ولذلك فهو ليس مجرد حالة سلبية . ( المؤلف )
([13]) أورد المؤلف هنا الآية الثانية فقط من سورة الملك ولزيادة الإيضاح وفهم السياق رأينا إيراد الآية الأولى أيضا . لذا لزم التنويه . ( المترجم )
([14]) يقول الله تبارك وتعالى : " وَمَنْ كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ " . ( النساء : 6 ) ويقول الله سبحانه وتعالى : " وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى " ( من الآية 8 من سورة المائدة ) .
([15]) يقول الله تبارك وتعالى : " وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ " ( مـن الآية 7 مـن سورة الحديد ) .
([16]) لا جبرية في الإسلام وإنما هو القدر . فأحد أركان الإيمان أن تؤمن بالقدر خيره وشره . فالإنسان ليس مسيرا على الإطلاق ولا مخيرا على الإطلاق وإنما هو " ميسر لما خلق له " . ولمن أراد الاستزادة في هذه المسألة الخطيرة فليرجع إلى كتاب " شفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والحكمة والتعليل " لابن قيم الجوزية . ( المترجم )
([17]) ربما يقصد هنا الحياة البرزخية التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى : " وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " ( من الآية 100 من سورة المؤمنين ) . قال خالد الزعفراني في مصحف القادسية المفسر مختصر تفسير الطبري : " ( برزخ ) حاجز : وهي الفترة بين البعث والموت " . وقال تبارك وتعالى عن فرعون وأهل طاعته : " النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " ( غافر : 46 ) . وجاء في الحديث أن " القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " . مما يدل على أن الموتى ينعمون أو يعذبون في قبورهم في هذه الحياة البرزخية إلى يوم البعث وهو يوم القيامة حيث يبعثهم الله تبارك وتعالى . ويخلد المبعثون إذ لا موت " إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَى " فريق في الجنة وفريق في السعير . ( المترجم )
([20]) إن عذاب جهنم مادي ومعنوي أيضا . فالبعث والحشر بالجسد والروح . ومما يدل على أن عذاب جهنم مادي قول الله تبارك وتعالى : " إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالاً وَجَحِيماً ، وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً " ( المزمل : 12 ، 13 ) وقوله تعالى : " إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً " ( النساء : 56 ) وقال تعالى : " كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ ، نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ " ( العلق : 15 ، 16 ) وقال تبارك وتعالى : " وَسُقُوا مَاءً حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ " ( من الخامسة عشرة من سورة محمد ) وقال سبحانه وتعالى " فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ ، فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ، هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ " ( الواقعة : 54 – 56 ) وقال تعالى : " إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ ، طَعَامُ الْأَثِيمِ ، كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ ، كَغَلْيِ الْحَمِيمِ ، خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ ، ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ ، ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ " ( الدخان : 43 – 49 ) وقال تعالى : " وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ " ( الحج : 21 ) . كما أن عذاب جهنم قد يكون معنويا أيضا وهو ما يشير إليه قوله تعالى : " كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ " ( الحج : 22 ) ( المترجم ) .
([21]) وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم على لسان امرأة العزيز في قوله تعالى : " وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ " ( يوسف : 53 )
([22]) وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم حيث أقسم الله سبحانه وتعالى بها في قوله تعالى : " لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ " ( القيامة : 1 ، 2 )
([23]) وهي التي ورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى : " يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ " ( الفجر : 27 )
([24]) يقول خالد الزعفراني في مصحف القادسية المفسر مختصر تفسير الطبري " ( ارجعي إلى ربك ) : تأمرها الملائكة عند البعث أن ترجع إلى جسد صاحبها ( راضية مرضية ) وعنى بـ " الرب " صاحبها " . ( المترجم )
([25]) هو " برهان فولفجانج فون جوته ( 1749 – 1832 بعد المسيح ) شاعر ألماني : يعتبر أعظم الشعراء الألمان في جميع العصور . " المورد " ( 1990 ) ومن أشهر أعماله : مسرحية " فاوست " و " الديوان الشرقي والغربي " . وقد أفرد مجموعة من قصائده في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها " أنشودة محمد " . ويغلب على شعره الطابع الصوفي . ( المترجم ) .
هام جداً: قوانين المساهمة في المواضيع. انقر هنا للمعاينة
احترم مواضيع الآخرين ليحترم الآخرون مواضيعك لا تحتكر الموضوع لنفسك بإرسال عدة مساهمات متتالية عند طرح موضوع يجب أن تتأكد أن عنوان الموضوع مناسب او لا تحل بحسن الخلق و بأدب الحوار و النقاش لا تنس أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, فلا تتهجم على عضو بدعوى أنه لا يشاطرك الرأي ان قطعت عهدآ مع عضو فأوفي بوعدك لأنه دين عليك إن حصل خلاف بينك و بين عضو حول مسألة ما فلا تناقشا المشكله على العام بل على الخاص ان احترمت هذه الشروط البسيطة, ضمنت حقوقك و عرفت واجباتك. و هذه افضل طريقة تضمن بها لنفسك ثم لمساهماتك و مواضيعك البقاء و لمنتداك الإزدهار في موقعنا إدارة منتديات برامج بلا حدود