[b][b][b]
وقد بين الزهري السبب
في صنيعهم ذلك، فقال: كان ناس من الأنصار، إذا أهلوا بالعمرة، لم يحل
بينهم وبين السماء شيء، فكان الرجل إذا أهلَّ، فبدت له حاجة في بيته، لم
يدخل من الباب من أجل السقف، أن يحول بينه وبين السماء.
ولا شك، فإن ما
جاء في "الصحيحين" بخصوص سبب نزول هذه الآية هو الذي ينبغي أن يعول عليه،
والروايات الأخرى شارحة ومكملة وموضحة لمقصوده.
وحاصل هذه الروايات
يفيد إبطال عادة كان عليها أهل الجاهلية، أو كان عليها بعض المسلمين من
الأنصار في بداية عهدهم بالإسلام، وهي أنهم كانوا إذا قصدوا البيت الحرام
للحج، ثم عادوا منه، أنهم لا يدخلون بيوتهم من أبوابها، بل من ظهورها،
فأبطل القرآن ذلك السلوك، وأمر المسلمين بأن يدخلوا البيوت من أبوابها؛ لما
في ذلك من التكلف والمشقة المخالفة لمقصود الشرع.
والأمر المستفاد
من هذا التوجيه الإلهي، هو أن على المسلم أن يقصد إلى الأشياء من حيث ينبغي
أن تُقصد، ويطلبها من المكان الذي ينبغي أن تطلب منه.
ومما يجدر ذكره هنا، أنا أبا عبيدة -وهو
من أئمة اللغة- ذكر أن هذه الآية من باب ضرب المثل، ويكون المراد منها:
ليس البر أن تسألوا الجهال، ولكن البر التقوى، واسألوا العلماء. كما تقول:
أتيت هذا الأمر من بابه.
[/b]
[/b][/b]
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|