فشبه
سبحانه من آتاه كتابه وعلمه العلم الذي منعه غيره فترك العمل به، واتبع
هواه، وآثر سخط الله على رضاه، ودنياه على آخرته، والمخلوق على الخالق،
بالكلب الذي هو من أخبث الحيوانات، وأوضعها قدرا، وأخسها نفسا، وهمته
لاتتعدى بطنه، وأشدها شرها وحرصا، ومن حرصه أنه لا يمشي إلا وخطمه في الأرض
يتشمم ويستروح حرصا وشرها، ولا يزال يشم دبره دون سائر أجزائه، وإذا رميت
إليه بحجر رجع إليه ليعضه من فرط نهمته، وهو من أمهن الحيوانات وأحملها
للهوان وأرضاها بالدنايا، والجيف القذرة المروحة أحب إليه من اللحم الطري،
والعذرة أحب اليه من الحلوى، واذا ظفر بميتة تكفي مائة كلب لم يدع كلبا
واحدا يتناول منها شيئا إلا هر عليه وقهره لحرصه وبخله وشرهه.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|