السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره... أما بعد:
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه، وأَلْقِ سمعك،
واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه وإليه، فإنه خطاب منه لك
على لسان رسوله ..
وذلك أن تمام التأثير لما كان موقوفًا على مؤثر مقتض، ومحلٍ قابل، وشرط
لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه، تضمنت الآية بيان ذلك كله
بأوجز لفظ وأبينه وأدله على المراد .
فقوله تعالى: إ"إنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى" إشارة إلى ما تقدم من أول
السورة إلى هاهنا، وهذا هو المؤثر، وقوله تعالى: "لِمَنْ كَانَ لَهُ
قَلْبٌ" فهذا هو المَحِل القابل، والمراد به القلب الحي الذي يعقل عن الله،
كما قال تعالى: { .. إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآَنٌ مُبِينٌ (*)
لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}
[يس: 69,70] .. أي حي القلب.
وقوله: "أوْ أَلْقَى السَّمْعَ" أي: وجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما
يقال له، وهذا شرط التأثر بالكلام. وقوله تعالى "وَهُوَ شَهِيدٌ" أي: شاهد
القلب حاضر غير غائب .
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|