[b]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آلهِ وصحبه أجمعين
السؤال :
ما تفسير قوله تعالى في نهاية سورة الطلاق :
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ
يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى
كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا
) .
الجواب :
الحمد لله
يقول
الله عز وجل : ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ
الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا
أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) الطلاق/ 12.
فيخبر عز وجل أنه خلق سبع سموات
وسبع أرضين ، يتنزل بينهن أمره ، وهي شرائعه وأحكامه التكليفية ، وأوامره
الكونية والقدرية التي يدبر بها الأمر ويُصرّف بها الآيات ؛ ليعلم عباده أن
له الخلق والأمر سبحانه ، وله الحكمة البالغة والقدرة التامة ، وله
الأسماء الحسنى والصفات العلى ، ولا يخرج عن قدرته وعلمه مثقال ذرة من شيء
في السماء العليا ولا الأرض السفلى ، وليعلموا أنه قادر على إحياء الخلق
بعد إماتتهم ، وبعثهم ونشورهم من قبورهم ؛ فيحبوه ويعبدوه ويقوموا على
طاعته وطاعة رسله ، وهو الأمر الذي خلق الخلق من أجله .
قال ابن كثير رحمه الله :
"
يقول تعالى مخبرا عن قدرته التامة وسلطانه العظيم ليكون ذلك باعثًا على
تعظيم ما شرع من الدين القويم : ( اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ
وَمِنَ الأرْضِ مِثْلَهُنَّ ) أي سبعا أيضا "
انتهى من تفسير ابن كثير (8/ 156) .
وقال
الشوكاني رحمه الله : " (ومن الأرض مثلهن ) أي وخلق من الأرض مثلهن ، يعني
سبعا، واختلف في كيفية طبقات الأرض : قال القرطبي في تفسيره : واختلف فيهن
على قولين : أحدهما وهو قول الجمهور أنها سبع أرضين طباقا بعضها فوق بعض ،
بين كل أرض وأرض مسافة كما بين السماء والأرض ، وقال الضحاك : إنها مطبقة
بعضها على بعض من غير فتوق بخلاف السموات ، والأول أصح ؛ لأن الأخبار دالة
عليه " انتهى من "فتح القدير" (5/ 346) .
وقال السعدي رحمه الله :
"
أخبر تعالى أنه خلق الخلق من السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن
فيهن، وما بينهن ، وأنزل الأمر ، وهو الشرائع والأحكام الدينية التي أوحاها
إلى رسله لتذكير العباد ووعظهم ، وكذلك الأوامر الكونية والقدرية التي
يدبر بها الخلق ، كل ذلك لأجل أن يعرفه العباد ويعلموا إحاطة قدرته
بالأشياء كلها ، وإحاطة علمه بجميع الأشياء فإذا عرفوه بأوصافه المقدسة
وأسمائه الحسنى وعبدوه وأحبوه وقاموا بحقه ، فهذه الغاية المقصودة من الخلق
والأمر معرفة الله وعبادته، فقام بذلك الموفقون من عباد الله الصالحين،
وأعرض عن ذلك الظالمون المعرضون " انتهى من "تفسير السعدي" (ص 872) .
وروى
الطبراني في "المعجم الكبير" (8987) بسند حسن عن ابن مسعود قال : " ما بين
السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام وما بين كل سماء مسيرة
خمسمائة عام " .
فالسموات سبع ، والأرضون سبع ، وذلك من تمام قدرة الله تعالى ، يتنزل بينهن أمر الله الشرعي والقدري .
والذي يجب علينا هو الوقوف عند حد المعلوم شرعا دون عدوان ، وقد أخبرنا القرآن وأخبرتنا السنة الصحيحة أنهن سبع سموات وسبع أرضين .
وقد
علمنا من السنة أن لكل سماء ساكنيها ، ولم يأت لغير الأرض التي نحن عليها
خبر عن أحوالها ، فوجوب الوقوف على ما جاءت به الأخبار ، والإيمان بأنها
سبع أرضين ، دون التنقيب والتحري عما وراء ذلك ، وهل هو مما أثبته العلم
الحديث أو نفاه ، وغير ذلك مما قد يورث الشك والارتياب ، بل يجب الإيمان
بأن الإحاطة الكاملة والقدرة التامة لهذه العوالم العلوية والسفلية إنما هي
لله وحده ، وهذا من تمام علمنا بأنه على كل شيء قدير ، وأنه قد أحاط بكل
شيء علما ، ونحن مع ذلك نقول سمعنا وأطعنا وصدقنا .
الاسلام سؤال وجواب
والله أعلم .
[/b]
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|