الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،
سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وأزواجه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين . أما بعدُ ..
فلِما تَمُرُّ بهِ أُمَّتُنا المسلمةُ مِنْ أحداثٍ جسامٍ، وقياماً بحق ميثاق البيان
الذي أخذه الله على الذين أوتوا العلم، وعملاً بمقتضى النصيحة للمسلمين
فإنَّ عدداً من مشرفي ملتقى أهل التفسير ومنسوبيه قد قاموا بكتابة هذه المعالم القرآنية
حول هذه الأحداث مذكرين بِما يأتي :
:
(1) يقول الله عزوجل:
{وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}
[يوسف : 21]
يجب أن يعتقد كل مؤمن بالله تعالى أن ما وقع من أحداث إنما هو بتدبير الله تعالى وتقديره،
فالأمر له عز وجل من قبل ومن بعد، وهو مسبب الأسباب ومقدر الأقدار،
وله الحكمة البالغة والقدرة الفائقة.
نذكّر بهذا الأمر مع وضوحه وأهميته لأنَّ ما ينشر في بعض وسائل الإعلام
قد يبالغ فيما يسمى بـ "إرادة الشعوب" ونحو هذه العبارات،
ويعلن في بعض المنابر أنَّه :
"إذا الشعب يوما أراد الحياة .... فلا بد أن يستجيب القدر"
فمع عدم إنكار تأثير مثل هذه الأسباب،
إلا أن البشر وإراداتهم خاضعة لمشيئة الله عز وجل ؛
لقوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}[التكوير : 29]،
وليس قدر الله - الذي هو إرادته ومشيئته - هو الذي يخضع لإرادة البشر،
فالله تعالى إذا أراد شيئاً هيأ له الأسباب.
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|