الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَوَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
والصلاة والسلام على الشاهد المبشر النذير
وبعـــــــــــــــد
[b]
كان أهل الكتاب قد ادعوا أنهم على دين إبراهيم،
وهو ادعاء إنما انتحلوه؛ لبث كل من الفريقين الدعوة إلى دينه بين العرب،
ولا سيما النصرانية، فإن دعاتها كانوا يحاولون انتشارها بين العرب، فلا
يجدون إلى ذلك سبيلاً سوى أن يقولوا: إنها ملة إبراهيم؛ ومن أجل ذلك اُتبعت في بعض قبائل العرب. ومن ثم أنزل سبحانه في هذا الشأن قوله: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون} (آل عمران:65).
وقد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية ثلاث روايات:
الأولى: ما رواه ابن إسحاق عنابن عباس رضي الله عنهما، قال: اجتمعت نصارى نجران وأحبار يهود عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديًّا، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانيًّا! فأنزل الله عز وجل فيهم قوله: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون}،
قالت النصارى: كان نصرانيَّا! وقالت اليهود: كان يهوديًّا! فأخبرهم الله
أن التوراة والإنجيل ما أُنزلا إلا من بعده، وبعده كانت اليهودية
والنصرانية. وبحسب هذه الرواية فإن المخاطب عموم أهل الكتاب: اليهود
والنصارى.
الثانية: روى الطبري عن قتادة، قال: ذُكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم دعا يهود أهل المدينة إلى كلمة سواء، وهم الذين حاجوا في إبراهيم، وزعموا أنه مات يهوديًّا، فأكذبهم الله عز وجل ونفاهم منه، فقال: {يا أهل الكتاب لم تحاجون في إبراهيم وما أنزلت التوراة والإنجيل إلا من بعده أفلا تعقلون}. وبحسب هذه الرواية تكون الآية نزلت في دعوى اليهودإبراهيم أنه منهم.
[/b]
ضع تعليق بحسابك فى الفيس بوك لدعم المنتدى |
|